فرح مراقب عام
عدد الرسائل : 129 العمر : 42 المهنة : الهواية : عارضه الطاقه : تاريخ التسجيل : 10/03/2009
| موضوع: الرسم وسيلة للتواصل عند الأطفال الجمعة مارس 13, 2009 12:59 pm | |
| [size=18] يتفاوت البشر في أسلوب التعبير عنمشاعرهم وعواطفهم وتغيرات مزاجهم وحتى رغباتهم فالكبار تمكنهم طرق اللفظ الصريحةوالتعبير بالتصرفات الواضحة والإيحائية من توضيح مقصد غايتهم في حين تختلف طريقةالتعبير هذه عند الأطفال،حيث يتخذ أسلوبشرح المشاعر لديهم طابعاً خاصاً إما لأن قدراتهم اللغوية لاتمكنهم من التعبيرالواضح عما يجول بخاطرهم أو نتيجة قمع تعرضوا له من أهل استبدوا بهم واستغلوا ضعفهم ،أو بسبب قيود فرضها ذويهم تأتي عن عقد نفسية وأخطاء في أسلوب التربية .فتراهم يفرغونعلى ورقة بيضاء مايجول بداخلهم ومايتخيلون من أحلام وأمان وقد يرسمون مستقبلهموطموحاتهم وبهذه الطريقة يمكننا أن نتواصل معهم ونتعرف على ذواتهم وندخل إلىمكنوناتهم.
كما أن للرسم عند الأطفال مميزات موحدة لكل سنة عمرية حتى سن 14 عاماًفإما أن ننميها للطفل أو ندفن موهبته ونقتلها، ورغبة منا بالتعرف على هذا الموضوعبشكل أكبر التقينا بعض الأطفال ليحدثونا عن مدى محبتهم لهواية الرسم فقالت الطفلةشذى البالغة من العمر سبع سنوات إن أباها يضربها لأتفه الأسباب وخاصة بعد وفاةأمها فهي تعاني من قسوته الكبيرة وتتخيله كالوحش وقامت برسم ذلك حسب مقدرتها علىدفتر الرسم.
أسلوب التعبيرعن الضغوط والمشكلات وترى الدراساتالنفسية التحليلية للأطفال أن تعرض تلك الطفلة للظلم من قبل والدها قد وَّلد لديهاأسلوباً جديداً للتعبير عن الأمور والمشكلات التي تعانيها فكانت وسيلتها هي الرسمفي حين بيَّن لنا الطفل قاسم أنه عندما طلب منه في المدرسة أن يرسم والده قامبرسم يد والده الكبيرة دون أن يشعر وهذا يدل على أن والده يضربه بيده باستمرار كلماغضب منه، ويمكن أيضاً من خلال الرسم أن نتعرف على ميول الطفل واتجاهاته ومدىاهتمامه بموضوعات معينة من البيئة التي يعيش فيها فعلينا أن ننمي للطفل هذه الهوايةونغذي فيه روح الابداع ونزرع لديه بذور النجاح والتفوق وهذا ماحدث لسلمان حيث لاحظ والده أنه يرسم أجزاء السيارة على دفتره الخاصويوضح العجلات من الهيكل الخاص من المقود وغيره وهو مازال طفلاً ماحدا به لتشجيعهعلى الاهتمام بالدراسات العلمية والفيزياء إضافة لتعليمه مهنة ميكانيك السياراتخلال العطل الصيفية وها هو الآن قد تخرج حاملاً وسام الهندسة .
ومن خلال اطلاعنا علىكتاب الموسوعة العلمية للطفل وجدنا بين طيات صفحاتها أن علماء النفس استخدموا الرسمللتعرف على ما يدور في أذهان الأطفال ونفسياتهم تجاه ماحولهم من أشياء وأشخاص.
قديتمكن الطفل من رسم حالة قد حصلت له لم توفر له المتعة وشعر بحالة من عدم الرضاوأحياناً كانوا يلجأون لوضع الأطفال في مرسم صغير وإعطائهم ما يلزمهم من الألوانوالأوراق وفسح المجال أمامهم لرسم مايرغبونه ومن ثم الاستفسار عن كل ما رسموه منأشكال وخطوط مختلفة إضافة إلى أن الألوان تعبر عن حالة الطفل النفسية في التعبير عنقلقه أو فرحه فمثلاً عندما يختار الطفل اللون الأسود أو الرمادي فهذا تعبير عنالحزن والغضب وعندما يميل إلى الألوان الهادئة فهذا دليل على أنه سعيد وتبين لناهذا من خلال أستاذ الرسم في المرحلة الاعدادية الذي كان يشجعنا على الرسم ونحن فيعمر الثالثة عشرة ويقول لنا، ارسموا ما تتخيلون وما ترغبون به وكل م تريدون أن تعبرواعنه ولا أريدكم أن تقلدوا شجرة أو صورة أمامكم أنا أريد أن أقرأ أفكاركم الواحد تلوالآخر لأساعدكم في اختيار طريق نجاحكم وأتعرف على حالتكم النفسية ولكن ما أبسطنا حينلم نكن نولي اهتماماً لكلامه ونتهامس بين بعضنا ما هذا الهراء ونتجاذب أطراف الحديثصارفين النظر عن فكرته وغير مقدرين قيمتها وخاصة عندما كان يؤكد لنا أن الرسم أداةلاقامة الحوار والتواصل مع كل الاشخاص على حد سواء. [/size] | |
|